هل أنا السبب في تمرد طفلي؟

أضيف بتاريخ: 30 - 09 - 2016

أكدت الدراسات أن قليل من أولئك الأطفال قد تمتع بعلاقات عاطفية غنية وكافية في طفولته ،بينما عانى العدد الباقي صراعات عاطفية نتيجة للقسوة والسلطة المتشددة والسادية مع الأهمال والنبذ .

وقد يكون من الطبيعي أن نتسائل عن السبب الذي دفع بأولئك الأطفال الذين تمتعوا بقدر كافٍ  من الحياه العاطفية ،إلي ان ينضموا في العوارض المرضية إلي الذين ذاقو مرارة الحرمان والقسوة والاهمال؟

لقد تأكد للعلماء أن العوامل والاستعدادت الوراثية وظروف البيئة ،تلعب دورا مهما علي هذا الصعيد ..فالوارثة التي يؤكد الأطباء علي دورها الفعال ،ينظر علم النفس بريبة إلي دورها في هذا المجال ،علي اعتبار أن عوامل متعددة قد تؤدي إلي الإصابات العضوية لا علاقة للوراثة بها.

أما بالنسبة إلي ظروف الحياة فتتضمن ضيق المدي الحيوي الذي يعيش فيه الطفل ،والمشاكل الاجتماعية والاقتصاديه ،وظروف السكن ولكن هذا لا يعني أن جميع الأطفال الذين يعيشون وسط هذه الظروف سيصبحون مرضي ،أو مضطربين،وإلا كانت الغالبية من سكان الأرض تعاني الاضطراب النفسي .لذلك ، من الضروري التوضيح أن الاستعدادت الفردية للاضطراب هي التي تحدد إصابة فرد في العائلة وسلامة الآخرين،أو اضطراب المجموعة وسوية فرد منها.

هذه الاستعدادت تتركز علي نوعية التجهيز النفسي الذي حصل عليه الطفل منذ ولادته ،وهو التجهيز الذي يحدد من خلال الإطار الذي تم فيه اجتياز الرضيع للمراحل التالية :صدمة الولادة ،وحدة الاحباطات الناجمه عن عدم إشباع الرغبات البيولوجية في مراحل الرضاعة ،والنظافة الشرجية ،وصراع الأوديب ،والمنافسة الأخوية.

فهذه العناصر تشكل جهاز الطفل النفسي الذي سيكون له مستقبلا دفاعاً نفسياً قوياً لمواجهة الظروف الصعبة والضغوطات النفسية ،أو سيجعل منه هشا ،سريع العطب ،فتظهر بالتالي تلك الاضطرابات التي توسمه بصفة الطفل الصعب .من هنا لا يمكن أن نتحدث عن الوراثة وحدها ،او تأثر الأهل ،كتفسير دقيق ومؤكد لأسباب صعوبة التكيف عند الطفل ،من دون العودة إلي تلك المراحل.


error: Content is protected !!