أخلاقيات العمل

أضيف بتاريخ: 25 - 01 - 2018

تعريف أخلاقيات العمل:

تعني كلمة ” أخلاقيات  وفق قاموس ” وبستر ” مقاييس التصرف أو السلوك الخلقي ” ويمكن تعريف أخلاقيات العمل في المنشأة بأنها ” اتجاه الإدارة وتصرفاتها تجاه موظفيها وعملائها والمساهمين والمجتمع عامة وقوانين الدولة ذات العلاقة بتنظيم عمل الشركات ” وينطبق التعريف ذاته على عمل الإدارة حيث إن المعايير العالية للسلوك الخلقي تتطلب أن تعامل المنشأة كل طرف من هذه الأطراف بطريقة عادلة وشريفة والالتزام بأخلاقيات العمل يمكن قياسه بمدى ميل المنشأة وموظفيها نحو الالتزام بالقوانين والأنظمة المرتبطة بعوامل مثل : سلامة ونوعية المنتجات وإتاحة فرص عادلة للتوظيف والممارسات التسويقية و البيعية المقبولة ، وتجنب استخدام المعلومات السرية لتحقيق مكاسب شخصية  والرشوة والمدفوعات أو المقبوضات غير القانونية من شركات منافسة أو حكومات أجنبية أو أطراف أخرى بهدف الحصول على عقود عمل تجارية أو صناعية.

القيم والاتجاهات السلوكية والأخلاقية

لا يكفي توفر الإمكانات المادية والتقنية لإحداث التقدم الاجتماعي والاقتصادي في أي مجتمع  وإنما يعتمد هذا التقدم على مدى توفر الإمكانات البشرية الملتزمة بالأخلاقيات والسلوكيات الوظيفية  ذلك أن جودة السلع والخدمات التي تقدمها الأجهزة الإدارية والفنية مرهونة بمدى تمسك الموظف بهذه الأخلاقيات.

ولتحقيق ذلك يتفاعل الأفراد مع مجموعة من المتغيرات في البيئة في تكوين اتجاهاتهم السلوكية والتي يستمدون منها قيمهم وأخلاقياتهم في العمل فالاتجاه هنا هو سلوك مكتسب وليس فطري بالضرورة حيث لا يولد الفرد وارثاً اتجاها محدداً من أبويه وإنما يكتسب الفرد الاتجاه السلوكي من خلال تفاعله مع مجموعة المتغيرات البيئية التي تلازمه طيلة فترات حياته والتي يكون لها دور كبير في التعبير عن قيمه ومعتقداته وفي البيئة الأسرية تتكون الاتجاهات الأسرية للأفراد حيث يكون للقيم والأخلاقيات التي يكتسبها الأفراد عن طريق سلطة الوالدين والأخوة الكبار تأثيراً كبيراً في تكوين نوع من السلوك المفروض وليس الطوعي لذا إن تأثير السلوك الأخلاقي المفروض من سلطة الوالدين يخلق اتجاها سلوكياً فردياً تجاه الأسرة ولكن هذا السلوك لا يكون له نفس مستوى التأثير في علاقة الفرد بالبيئة الخارجية التي يكتسب فيها الفرد سلوكه طواعية.

ويتكون السلوك الطوعي للفرد من خلال اتصالاته وعلاقاته مع أبناء فئته العمرية مثلاً عضويته في جماعة من الطلبة الذين هم أصدقاؤه وجماعات العمل غير الرسمية حيث يستمد من هذه الجماعات اتجاهات سلوكية ذات قيمة إيجابية أو سلبية بحسب نوع المصالح المشتركة التي تجمع بين أعضاء الفريق الواحد والتي يحددها في الغالب ذلك الشخص الذي يمثل مصالحهم وهو الذي يحدد أهدافهم ويصمم السلوك الأخلاقي أو غير الأخلاقي الذي يعتقد أنه يحقق تلك الأهداف.

من هنا نجد اختلافا في القيم والاتجاهات السلوكية بين فرد وأخر بحسب موقعه وسلطته ومستواه في التنظيم وحجم المسؤولية ومع مدى تفاعله ( قبوله أو رفضه ) لمجموعة من العوامل المؤثرة في بيئته الخارجية مستخدماً نظامه العرفي وهيكل القيم المرجعية التي يستخدمها في التفكير ثم السلوك الأخلاقي أو غير الأخلاقي لتحقيق رغبة أو هدف معين وفي بيئة العمل في منظمات الأعمال هناك أكثر من نمط من أنماط السلوك والمعتقدات الأخلاقية لدى الأفراد والجماعات حيث أن الجانب السلوكي في نظام المعتقدات الأخلاقية والسلوكية له مظهر خارجي يكون للمعتقدات دور متكامل حيث تنسجم فيها الأخلاق في العمل مع تلك المعتقدات والتي تنعكس مفاهيمها الأخلاقية أو غير الأخلاقية على نوعية وسلامة المنتج أو الخدمة المقدمة للمجتمع وهناك أنظمة للأخلاقيات السائدة في العمل يشكلان مصدراً رئيسياً لتكوين اتجاهات السلوك للعاملين في المنشأة.

أنظمة أخلاقيات العمل

  • نظام القيم الاجتماعية
  • قيم العمل في المنشأة .
  • قيم الجماعة .
  • قيم الأسرة .
  • القيم الثقافية .
  • نظام القيم الذاتية
  • القيم الحضارية .
  • المعتقدات السياسية .

مصادر الأخلاقيات في الإدارة

هناك مجموعة من المعايير الأخلاقية التي تقوم عليها صلات الفرد بالآخرين وتحدد علاقته السوية معهم فالفرد لا يستطيع إلا أن يلتزم بالمعايير الأخلاقية للجماعة وإلا تعرض لنوع من العقاب ويرى ( رد كليف براون ) أن الأفراد في الغالب يتصرفون بالأسلوب الذي يرون أنه يتفق مع القيم المرجعية للجماعة التي ينتمون إليها خاصة إذا ما توقعوا أن هذا التصرف أو السلوك سوف يؤدي إلى كسب رضا الجماعة والمحافظة على تماسكها ، أما الأسباب الرئيسية التي تدفع الفرد العامل إلى الانضمام للجماعة فمن أهمها شعور ذلك الفرد بأن القوانين الحكومية واللوائح المنظمة لعمل الشركة لا توفر له الحماية الكافية لحقوقه وبالتالي فهو يرى أن الانتماء لجماعة تحميه ربما تعوض له ذلك التقصير في قوانين العمل ذات العلاقة وأهم مصادر الأخلاقيات في الإدارة :

  • المصدر الديني .
  • القوانين والتشريعات .
  • الانتماء للجماعات .
  • التعاليم الدينية

يمثل الدين أحد المصادر الهامة التي يستمد منها الفرد العامل القيم ومن أمثلة ذلك الإدارة والنية والمسؤولية والجزاء والجهد وهذه الأسس هي ذاتها التي يقوم عليها النظام الأخلاقي المعاصر والباحث عن الجانب الأخلاقي في الأديان السماوية يجد فيه ناحيتين بارزتين هما:

  • الناحية النظرية

وهي التي تشكل القواعد النظرية في الفلسفة الأخلاقية مثل البحث عن الطبيعة الإنسانية ومصدر الإسلام والمسؤولية الخلقية وعناصرها وقواعد السلوك الإنساني .

  • التطبيق العملي

للقواعد السلوكية ومجموعة الفضائل التي يكون المجتمع بها فاضلاً .

  • الإلزام

ويقصد به أي عمل يوجه إليه الإسلام ويأمر به فالواجب والخير وغيرهما من المعاني النبيلة يقومان على فكرة القيمة المستمدة من مثل أعلى ويأتي الإلزام معتمداً على مصدرين هما المصدر الفطري والوحي وما يتعلق به من اجتهادات على أن الإلزام المستند إلى الفطرة إنما هو إلزام اختياري غير قهري ولذا فإن الإسلام يقف لعدوين متربصين للأخلاق الإسلامية وهما :

  • إتباع الهوى دون تفكير .
  • الانقياد والتقليد الأعمى .

حيث أن هذين العدوين يضيعان معنى الالتزام الداخلي النابع من الفطرة البشرية وكان لا بد من محاربتهما لأنه من خلالهما تتسرب المصالح الخاصة والكسب غير المشروع وما إلى ذلك.

  • المسئولية

حيث يفترض الإلزام مسئولية يعقبها جزاء ويعني ائتمان المسئولية وتحمل الشخص التزاماته وقراراته من الناحية الإيجابية والسلبية أمام الله وأمام ضميره وأمام المجتمع وطبقاً للإسلام فإن المسئولية تقوم على الحرية في الأداء وتسقط عن صاحب الإرادة المسلوبة والذي لا يملك حريته وأن يكون المسئول كامل الأهلية للتصرف لأن المسئولية تقوم على مبدأ الالتزام الشخصي وفي إطار هذا المفهوم للمسئولية في الإٍسلام هناك ثلاثة أنواع وهي:

  • المسئولية الدينية

 وهي الالتزام أمام الله .

  • المسئولية الأخلاقية المحضة

وهي الالتزام الشخصي من الإنسان نفسه كالإتيان بشي أو الانتهاء منه .

  • المسئولية الاجتماعية

وهي الالتزام تجاه الآخرين وما يفرضه المجتمع من قواعد آمرة وناهية .

  • الجزاء
  • الجزاء الأخلاقي

ويكون ثواباً أو عقاباً والجزاء الثوابي لممارسة القواعد الخلقية وهو الرضا عن الذات الذي يزيد الفكر نفاذاً وتزيد مهارات الإنسان إتقاناً ويتمثل في ذلك الشعور الذي يعيد تثبيت القانون المنتهك وهو التوبة والصلاح أي إصلاح ما نقص أو أفسده الإنسان وهذا الإصلاح يقع بأشكال عدة :

  • إما في عمل ناقص ويجب أن يعاد ويؤدي بطريقة مناسبة عاجلاً أو أجلاً.
  • وإما في خطأ واجب إزالته وهذا يأتي في حق الله ويتطلب ذلك المغفرة من الله أما حق المجتمع فلا يغفر إلا بإبراء الذمة من الذين أسأنا لهم.
  • الجزاء القانوني

فيرتبط بارتكاب المحرمات القانونية والقصد منه الردع والإصلاح وإثارة المودة والسلام بين الناس والحفاظ على مقومات الحياة الإنسانية.

  • الجزاء الإلهي

فهو يختلف عن النوعين السابقين فالجزاء الإلهي له طبيعته وامتداداته وقد أورد القران الكريم الجزاء في شكلين هما:

الأول : الجزاء الإلهي العاجل أي في الدنيا وهذا له جانبه المادي والمعنوي.

الثاني : الجزاء الإلهي في الآخرة وهو إما الجنة لمن أطاع أو النار لمن غوى وأتبع هواه.

رقابة الضمير

تعتبر محاسبة النفس الخطوة الأولى على طريق الالتزام الأخلاقي للأفراد فهي شكل من أشكال الرقابة الذاتية يطبقها الفرد على سلوكه الخاص وتزداد محاسبة النفس وضوحاً وتأثيراً عن الشخص السوي أما الشخص غير السوي فإنه لا يلتزم كثيراً بالمبادئ والقيم الأخلاقية وبالتالي فإنه لا يشعر بأهمية محاسبة الذات أما الشخص السوي فإنه يواجه الصراعات الحادة إذا ما حاول القيام بمجموعة من السلوكيات التي لا تتفق مع المبادئ الأخلاقية ويفسر هذا الخرق للقواعد الأخلاقية بأنها شطارة أو رجولة مثل الكذب والسرقة والخيانة والرشوة والخداع والتضليل والدسيسة والاعتداء على حقوق الآخرين وغيره  دون أن يتأثر أو يعاني من ضميره وإن كان من يتعامل معهم يتأثرون بدرجة كبيرة من هذا السلوك خاصة إذا نجح لبعض الوقت من تحقيق مآربه المادية والسلطوية من خلال هذه الوسائل.

العدالة الإدارية

ويقصد بذلك بأن على المدير أن يعامل جميع موظفيه المرؤوسين بحسن نية وأن يقيم أداءهم على أساس الكفاءة والإنتاجية وبدون تحيز إلى جانب أحدهم لأسباب تتعلق بالقرابة أو الدين أو الجنس أو الاتجاه السياسي لأن التفرقة والتحيز في تقييم الأفراد وطريقة توجيههم ينظر إليها على أنها سلوك لا أخلاقي.

الاستقامة

ويقصد بها اختيار السلوك الأخلاقي في اتخاذ القرارات وإصدار التعليمات وتوزيع أعباء العمل على الموظفين والتعامل مع العملاء بصدق والاعتراف بالمسئولية الاجتماعية تجاه البيئة التي تتعامل معها المنظمة فالمسئول مهما كان مركزه وسلطته في المنشأة يتعامل مع أعضاء التنظيم الإداري وهؤلاء لهم أهداف يتعاونون لتحقيقها ويتعين على الرؤساء الذي يضعون السياسات ويتخذون قرارات التزام مبدأ الاستقامة في مساعدة أعضاء التنظيم في تحقيق أهدافهم تماماً مثلما يسعون إلى تحقيق أهداف المنشأة.

القوانين والأنظمة

تعتبر القوانين ذات العلاقة من أهم المصادر التي توجه عمل الإدارة في المنشأة ومن أهم القوانين التي تشكل مصدراً للسلوك الأخلاقي هي تلك الواردة في مواد دستور الدولة مثل قوانين العمل والعمال ونظم الرقابة والتفتيش الإداري وقوانين التجارة والإنتاج وتنظيم الحقوق.


error: Content is protected !!