الصداقة عند الأطفال

أضيف بتاريخ: 11 - 05 - 2017

إن تكوين الصداقات عند الصغار له أهمية كبيرة في حياتهم ولها أثر واضح على تكوينهم النفسي والشخصي والاجتماعي. والصداقة تعني عند الصغار هي أن يجد شخصًا يحبه ويلعب معه ويفهمه ويتفاعل معه ويخاصمه ويصالحه.

والصداقة تأتي من الصدق فهي تتميز بين الصغار بصدق المشاعر والتعامل والتفاهم البريء والمشاركة المحبة وفي أول مراحل الطفولة تكون الصداقة عفوية وتتسم بالتعبير اللفظي والمدح والتحفيز والخصوصية بين الصديقين. والتقارب النفسي والتشابه ووجود مساحة مشتركة بينهما.

وتتطور المهارات الاجتماعية عند الطفل بشكل كبير ما بين عمر 2 و6 سنوات

وتوفر العلاقات الاجتماعية للطفل مع الأطفال من نفس العمر خبرات غنية في الحوار والمشاركة والتعاون. وتعد ميول الأولاد الشخصية ودرجة نضوجهم لها تأثير مباشر على بدأ تكوين العلاقات الاجتماعية المهمة ومنها الصداقة. التي تتكون بشكل طبيعي ومباشر وعفوي بين أطفال المرحلة الأولى وبمحض الصدفة،

وهناك صداقات تتكون لوجود مساحات مشتركة بين طفلين سواء في الألعاب أو نفس الشخصيات الكرتونية. 

وتتحدد بعد ذلك ملامح العلاقة بين الأصدقاء في الطفولة بشكل أفضل في المراحل العمرية التالية فمنهم من يميل إلى التواجد في المجموعات ومنهم من يفضل العزلة ومنهم من يحافظ على صديقه ليكون صديق العمر.

ومنهم من يبدل أصدقاءه بسرعة. ويتمرن الطفل من خلال الصداقة على القدرات الاجتماعية ويتعلم كيف يحل المشكلات والصراعات ويتعلم أن يتنازل وأن يفهم الاختلاف وأن الآخر له رغبات شخصية مختلفة عنه تمامًا. 

وقد أثبتت بعض الدراسات التربوية أن الصداقة وسيلة فعالة في حياة الصغار للمساعدة على العلاج من الأمراض النفسية والسلوكية، لذلك فإن تشجيع الأولاد على تكوين صداقات أمر صحي وضرورة اجتماعية.

فكيف تساعدين ابنك في تكوين صداقات جيدة؟

لابد أن يتعلم مهارة الصداقة وكوني له القدوة و ابدئي بمد يد العون له وعلميه أن يمد يد العون والمساعدة لأصدقائه حتى يتشاركوا اللعب والأنشطة دون تحكم أو سيطرة.

ويؤكد خبراء التربية أن خبرة الأطفال في التواصل و التعامل مع العالم الخارجي تبدأ من داخل المنزل، فروح التعاطف والمشاركة والتعاون والحب والإيثار بين أفراد الأسرة تؤثر بشكل واضح على قدرة الطفل على تكوين صداقات جيدة ومليئة بالتسامح والتفاهم والصدق.

السماح للابن بتكوين صداقات بأسلوبه الخاص فقد يعيق الآباء علاقات أبنائهم مع العالم الخارجي ولابد من إعطاء الأبناء الفرصة لتعلم التفاعلات الاجتماعية والانخراط في المجتمع بنفسه.

ويمكن للأم أن تدعو أصدقاء ابنها و أمهاتهم كذلك إلى حفلة وتعد لهم بعض العصائر والمأكولات، ولو كان أكبر سنًا قد يدعوهم إلى البيت بنفسه.

أو تتم المقابلة والتعرف عليهم في النادي وقضاء وقت ممتع ومعرفة أصدقاء أبنائك. ومن الضروري أن تقوم الأم بمساعدة ابنها لتخطي مشكلات ومعوقات الصداقة مثل سوء الفهم والغضب المتبادل وعدم التدخل المباشر في حياة وقرارات الأبناء ولكن يتم إرشادهم بشكل غير مباشر ومن الممكن أن ينتظر الابن يومين ثم يتناقش مع صديقه فيما حدث وينتهي الخلاف.

ومن المهم اختيار الصديق المناسب لطفلك حتى لو اختلف معه فكريا وعقائديا ولكن عليك الانتباه والتركيز إذا كانت هذه العلاقة ستضر طفلك من أي ناحية فعليك بتوضيح الأمر بهدوء بعيدًا عن اللوم والانتقاد والتهديد والإلزام بإنهاء الصداقة لأن ابنك قد لا يتقبل هذا الأمر بسهولة.


error: Content is protected !!