المرض النفسي

أضيف بتاريخ: 06 - 04 - 2017

المعنى الطبي التقليدي لكلمة المرض، أنه حالة تتملك شخصاً فتحوله إلى شخص مختلف جذرياً عن حالته السوية؛ فهو قد يعاني الملاريا أو الحمّى أو الجلطة… ونجد في كلّ حالة انفصالاً بين السوي والمريض، والأكثر من ذلك، أنّ الطبيب يتيقن أنّ هناك سبباً معيناً لكلّ مرض، كأنْ نصاب بجرثومة أو تلحق بنا أضرار مادية ما، ولا شيء من هذا يصح مع الاضطراب النفسي، أو ما نسمّيه مجازاً المرض النفسي.

المريض النفسي أو الشخص المضطرب نفسياً، لا يختلف في طبيعته عن الشخص العادي؛ فليس هناك فرق بين المضطربين والأسوياء إلا في مقدار ظهور السلوك الذي نعدّه شاذاً أو مريضاً… وبهذا المعنى، يمكننا الحكم على الأنواع الشائعة من الأمراض النفسية، ومنها الفصام أو القلق أو الجنوح، بأنّ المصابين بها ليسوا من طبيعة بشرية مختلفة، لكنهم بشر لا يختلفون عن الآخرين إلا في بعض أوجه السلوك فحسب، وفي أنّ التصرفات التي لا تحقق لهم ولا لمَن حولهم السعادة والرضا، أكثر بكثير ممّا هي عليه بين مَن نطلق عليهم أصحاء.

والمطلع على مراجع الطب النفسي وعلم النفس المرضي، لا يجد تعريفاً لأمراض شاذة، بل يجد قائمة طويلة تتضمن أسماء ومفاهيم لاضطرابات نفسية، مثل: الفصام، القلق، الاكتئاب، اضطراب الشخصية، ولكلّ منها أعراض محددة تختلف وتتمايز عن مجموعة الأعراض والتصرفات التي تظهر عند شخص ينتمي إلى فئة أو إلى أخرى، ومن ثمّ يسهل بلغة الطب النفسي وصف فرد معين باضطراب الشخصية والجنوح أو (السيكوباتية) أكثر من وصفه بالاكتئاب أو السلبية، إذا اتصف سلوك هذا الفرد بمجموعة من الاضطرابات والتصرفات الاجتماعية الحمقاء، التي تسبب لمَن حوله الانزعاج والألم أو الخطر على حياة الآخرين أو بقائهم.


error: Content is protected !!